تحسين مشاركة الموظفين بنظام الساعة

3 خطوات لتحسين المشاركة بين الموظفين الذين يعملون بنظام الساعة

تعتبر المشاركة الفعّالة بين الموظفين من العوامل الأساسية التي تسهم في تحسين بيئة العمل وزيادة الإنتاجية داخل المؤسسات. ورغم أن هذا الموضوع يكتسب أهمية كبيرة في كل بيئة عمل، إلا أنه يكتسب بعدًا خاصًا عند الحديث عن الموظفين الذين يعملون بنظام الساعة. هؤلاء الموظفون عادةً ما يعملون لفترات محدودة وبشكل غير منتظم مقارنة بالموظفين ذوي العقود الثابتة. هذه الفئة، رغم أنها تسهم بشكل كبير في أداء المؤسسات، إلا أنها قد تعاني من تحديات تتعلق بالتواصل والمشاركة الفعّالة.

وبالنظر إلى الأهمية المتزايدة للموظفين الذين يعملون بنظام الساعة في العديد من الصناعات، يصبح من الضروري أن تتبنى المؤسسات استراتيجيات فعّالة لتحسين مستوى المشاركة بينهم وبين فرق العمل الأخرى. وفي هذا المقال، سنتناول ثلاثة خطوات رئيسية لتحسين المشاركة بين هؤلاء الموظفين، والتي تشمل تعزيز التواصل، تقديم بيئة عمل شاملة، وتقديم الحوافز المناسبة التي تشجعهم على المشاركة الفعالة.

1. تعزيز التواصل بين الموظفين العاملين بنظام الساعة والفرق الأخرى

التواصل الفعّال هو العنصر الأول الذي يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين مشاركة الموظفين العاملين بنظام الساعة. وفي بيئات العمل التي يتسم فيها العمل بالمرونة وعدم الثبات، يمكن أن يكون هناك فجوة كبيرة في الاتصال بين الموظفين الذين يعملون بنظام الساعة وبقية أعضاء الفريق. هذه الفجوة قد تؤدي إلى شعورهم بالعزلة أو عدم الانخراط في الأنشطة التي تحدث في أماكن العمل الأخرى.

لحل هذه المشكلة، يجب على المؤسسات اعتماد استراتيجيات تواصل فعّالة تضمن تدفق المعلومات بين جميع الموظفين، سواء كانوا يعملون بدوام كامل أو جزئي. من بين الاستراتيجيات التي يمكن أن تسهم في ذلك:

• الاجتماعات الدورية: من المهم أن تُعقد اجتماعات دورية عبر الإنترنت أو في الموقع، تتاح فيها الفرصة لجميع الموظفين، بما في ذلك العاملين بنظام الساعة، لمشاركة أفكارهم واستفساراتهم. يمكن لهذه الاجتماعات أن تكون قصيرة وفعّالة، مما يعزز التواصل بين الفرق المختلفة.

• استخدام أدوات تكنولوجية مبتكرة: يمكن للمؤسسات استخدام منصات التواصل الرقمية مثل تطبيقات المحادثات الجماعية (Slack أو Microsoft Teams) لتبادل المعلومات والموارد. هذه الأدوات تساعد على إبقاء الجميع على اطلاع بما يحدث داخل الفريق أو المؤسسة بشكل عام، مما يسهل التواصل بين الموظفين.

• التركيز على الشفافية: يجب أن تكون المعلومات المتعلقة بالأهداف والمهام واضحة للجميع. عندما يعرف الموظفون العاملون بنظام الساعة أهداف المؤسسة والتطورات التي تحدث، يشعرون بأنهم جزء من الفريق ولديهم دور مهم في تحقيق هذه الأهداف.

2. خلق بيئة عمل شاملة تشجع على الانخراط

إن أحد التحديات الكبيرة التي يواجهها الموظفون الذين يعملون بنظام الساعة هو الشعور بالعزلة أو أنهم مجرد “عناصر مؤقتة” في بيئة العمل. قد يشعر البعض منهم أنهم لا يشاركون في القرارات أو الأنشطة المهمة مثل الموظفين الآخرين، مما يؤثر سلبًا على روحهم المعنوية ومشاركتهم في العمل.

لذلك، يجب أن تعمل المؤسسات على خلق بيئة عمل شاملة تشجع الجميع على الانخراط والمشاركة الفعّالة، بغض النظر عن نوع عقد العمل. من الطرق التي يمكن من خلالها تحسين بيئة العمل الشاملة:

• إشراكهم في الاجتماعات وورش العمل: يجب على المؤسسات ضمان أن الموظفين الذين يعملون بنظام الساعة يتم دعوتهم إلى الاجتماعات المهمة وورش العمل التي تهدف إلى تطوير الأعمال. المشاركة في هذه الأنشطة تجعلهم يشعرون بأنهم جزء من الفريق وليسوا مجرد أشخاص يعملون لساعات معينة.

• تعزيز علاقات الزمالة: من الضروري أن تعمل المؤسسات على تعزيز العلاقات بين الموظفين العاملين بنظام الساعة وبين الموظفين الآخرين. يمكن تنظيم فعاليات اجتماعية أو أنشطة جماعية مثل لقاءات ترفيهية أو تدريبات جماعية. هذا النوع من الأنشطة يساعد على كسر الحواجز بين الموظفين ويشجعهم على التفاعل بشكل أكبر.

• التنوع والشمولية: يجب أن تضمن بيئة العمل أن جميع الموظفين، سواء كانوا يعملون بنظام الساعة أو بدوام كامل، يحصلون على نفس المعاملة العادلة. وهذا يتضمن منحهم الفرص للمشاركة في المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تطوير المهارات أو النمو المهني. عندما يشعر الموظفون أن هناك فرصة متساوية أمامهم للمشاركة، سيكون لديهم حوافز أكبر للعمل بشكل أكثر فعالية.

3. تقديم الحوافز المناسبة للمشاركة الفعّالة

إن تقديم الحوافز يعد من الأدوات القوية التي يمكن أن تسهم في زيادة المشاركة بين الموظفين العاملين بنظام الساعة. فالعديد من الموظفين قد يفضلون العمل بنظام الساعة بسبب مرونة الأوقات والمزايا الأخرى التي يتيحها هذا النظام. ومع ذلك، قد لا يشعرون بأنهم معنيون بالتحفيزات أو المكافآت التي تُمنح للموظفين الدائمين. لذلك، من المهم أن تتبنى الشركات استراتيجيات تحفيزية تعمل على تحفيز جميع الموظفين على المشاركة الفعّالة.

تتمثل بعض الحوافز التي يمكن اعتمادها في:

• التقدير والمكافآت: يمكن تخصيص مكافآت مادية أو معنوية للموظفين الذين يظهرون أداء متميزًا ويشاركون بنشاط في تحقيق أهداف الفريق. مثل هذه المكافآت لا تعزز فقط الشعور بالإنجاز، بل تخلق أيضًا شعورًا بالانتماء إلى الفريق.

• فرص النمو المهني: يمكن أن توفر المؤسسات للموظفين العاملين بنظام الساعة فرصًا للحصول على تدريب إضافي أو الوصول إلى الموارد التعليمية التي تساعدهم على تطوير مهاراتهم. منح الموظفين هذه الفرص يعزز من مشاركتهم الفعّالة في العمل ويجعلهم يشعرون بأنهم يستثمرون في مستقبلهم المهني داخل المنظمة.

• إعطاء مساحة للإبداع: قد يُشعر الموظفون العاملون بنظام الساعة بالإحباط إذا كانت مهامهم محدودة ولا تشمل فرصًا للإبداع أو المساهمة في تحسين العمليات. لذا يجب على الشركات أن توفر لهم مساحة للمساهمة في الأفكار الجديدة واقتراح التحسينات. يمكن أن يتم ذلك عبر آليات مثل صناديق الاقتراحات أو جلسات العصف الذهني الجماعي.

من خلال اتباع هذه الخطوات، يمكن للمؤسسات أن تخلق بيئة عمل أكثر تفاعلية وشمولية للموظفين الذين يعملون بنظام الساعة، مما يعزز من رضاهم ويزيد من مشاركتهم في جهود المؤسسة.